Blog for Thoughts
دور جامعة بابا غلام شاه بادشاه بمدينة راجوري

دور جامعة بابا غلام شاه بادشاه بمدينة راجوري

في منطقة بعيدة عن المدينة بسبع كلو مترات وعلى الجبال المرتفعات الراسيات من سلسلة جبال بير بانجال التي تنفصل بها مقاطعات راجوري وبونتش من وادي كشمير، منطقة محيطة بالثلوج، منطقة ظلت مهجورة مجهولة لمدة طويلة، منطقة كانت تسكنها قبائل بدوية مسلمة تعيش على تربية الأغنام والماعز والجواميس وعلى زراعة الذرة والقمح، منطقة كانت قد عمت فيها الجهالة العمياء والأمية والخزعبلات والأوهام، منقطة جبلية ذات طرق وعرة وأرض شبه قاحلة جرداء غير صالحة للزراعة  تأسست جامعة بابا غلام شاه بادشاه في الخامس عشر من شهر ديسمبر لعام ألفين وأربعة مع خمسة أقسام كانت من ضمنها قسم اللغة العربية وآدابها فمنذ ذلك الحين لا زال القسم مستمرا في مسيرتها الأكاديمية وفي نشر وترويج اللغة العربية في هذه المنطقة البعيدة النائية.

لقد بدأ القسم مشواره مع ثلاثة أساتذة مساعدين وبرنامج أكاديمي واحد الذي هو الماجستير وستة عشر طالبا وطالبة وفي خلال هذه المدة القصيرة التي هي أقل من عقدين نجح القسم في تقديم أربعة برامج أكاديمية كبرنامج البكالوريوس باللغة العربية وبرنامج الماجستير باللغة  العربية وبرنامج الماجستير في الفلسفة وبرنامج الدكتوراه كما وصل عدد أساتذتها من ثلاثة إلى ثمانية أساتذة وقد تخرج  إلى الآن أربع عشرة دفعة من الطلاب في مرحلة الماجستير وثماني دفعات على مستوى البكالوريوس كما حصل خمسة وعشرون باحثا على شهادة الماجستير في الفلسفة وعشرة باحثين على شهادة الدكتوراه كذلك تضاعف عدد الطلاب من ستة عشر طالبا في الدفعة الأولى من الفصل الأول للماجستير إلى مائة طالب وباحث في كل هذه البرامج.

وبالاضافة إلى الاهتمام بالدراسة في الفصول الدراسية على المراحل المختلفة من البكالوريوس والماجستير اهتم القسم بتطوير النشاطات الثقافية والادبية و اكتشافات الطلاب الابداعية وتشجيعها وتنميتها وإفساح فرص المشاركة أمام الطلبة في المجالات المختلفة وانطلاقا من هذا الهدف قام القسم بتنظيم الأنشطة الأدبية والثقافية كما نظم القسم رحلات أكاديمية إلى المدارس الثانوية والكليات التي تقع في المنطقة وحاول توصيل رسالة العربية إلى الناس وإعلامهم عن اللغة العربية وأهميتها الدينية والاقتصادية والثقافية ما أدى إلى رغبة الناس إلى تعلم اللغة العربية وآدابها ونظرا إلى بعد هذه المنطقة وبعدها من المراكز المهمة للثقافة الأدبية حاول القسم تنظيم محاضرات كبار أساتذة اللغة العربية وآدابها في الهند فحضر جامعتنا معظم كبار أساتذة العربية في الهند كالأستاذ الكبير الراحل محمد سليمان أشرف والأستاذ الراحل فيضان الله الفاروقي والأستاذ الكبير الجليل زبير أحمد الفاروقي والأستاذ الكبير سيد كفيل أحمد القاسمي والأستاذ الكبير محمد نعمان خان، والأستاذ الدكتور حبيب الله خان والأستاذ الدكتور منظور أحمد خان والأساذ الدكتور مجيب الرحمن والأستاذ الدكتور رضوان الرحمن والأستاذ الدكتور مشير أحمد والأستاذ الدكتور مسعود أحمد الفلاحي والدكتور نسيم أختر خان والدكتور فوزان أحمد والدكتور شاد حسين وغيرهم من الأساتذة الكبار من الجامعات الهندية  الذين حضروا جامعتنا وأفادوا طلابنا وباحثيننا وأساتذتنا من خبراتهم العلمية والأدبية والثقافية.

كما أن أساتذة القسم أيضا لهم صولات وجولات في كتابة البحوث العلمية وتأليف الكتب الأدبية أيضا. كذلك حاول القسم إثراء مكتبة الجامعة المركزية وتزويدها بالكتب العربية حول الآداب العربية والدراسات الإسلامية لكي يتيسر للطلاب والباحثين الوصول إلى مراجع ومصادر عربية وإلى الآن تم تزويدها بكتب قيمتها أكثر من مليون ونصف المليون روبية هندية ونستطيع أن نقول إن قسمنا العربي في مكتبة الجامعة المركزية يستطيع أن يشفي علة الباحثين ويروي غلتهم بتوفيرهم مراجع قيمة بالآداب العربية.

هكذا قام قسم اللغة العربية بجامعة غلام شاه بادشاه بأداء دور نشط فعال في نشر اللغة العربية وآدابها في منطقة ما كان يعرف أهلها من العربية إلا اسمها فتعلم أبناؤها اللغة العربية وحذقوها نطقا وفهما وكتابة إلى أن المنطقة التي لم تكن توجد فيها غير ثلاث كليات ولم تكن تدرس فيها غير مادة واحدة للغة العربية على مستوى البكالوريوس والتي كانت عبارة عن كتاب صغير يدرس الأطفال الصغار اللغة العربية فقام القسم بدور فعال في تعديل المقررات الدراسية للغة العربية في الكليات الحكومية واتخاذ مقرر يستجيب ومتطلبات العصر.

وبعد مضاعفة عدد الطلاب في الكليات المحلية وقسم اللغة العربية بجامعتنا أسست الحكومة  ثلاث كليات أخرى في منطقة بودال ودرهال وتانا ماندي فأصبح عددها الآن ست كليات يوجد فيها أقسام للغة العربية وكل ذلك حصل بتأثير قسم اللغة العربية بجامعة بابا غلام شاه بادشاه ومضاعفة عدد الطلاب والدراسين في الاقسام العربية في الجامعة والكليات الحكومية. ولازال عدد الطلاب الدارسين للغة العربية في المنطقة في ازدياد مستمر ويلاحظ أن المنطقة التي لم يكن يهتم طلابها بدراسة العربية على مستوى الماجستير أوالماجستير في الفلسفة أو الدكتوراه أو تخصص البكالوريوس بدأو يهتمون بالعربية ويتعلمونها وقد تم كل هذا بجهود من أساتذة القسم وبسبب نشاطاته الأكاديمية ودوره في نشر اللغة العربية وترويجها في المنطقة و إيقاظ همم أبنائها لدراسة العربية التي هي لغة دينهم ودنياهم و سيستمر القسم في مضاعفة جهوده في نشر وترويج اللغة العربية وآدابها بين أبناء هذه البلاد والسير على مشوار ملي بالإنجازات الأدبية والثقافية بإذن الله سبحاه وتعالى.

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×