Blog for Thoughts
أزمة فيروس كورونا وشبكات التواصل الاجتماعي

أزمة فيروس كورونا وشبكات التواصل الاجتماعي

رعى الله شبكات التواصل الاجتماعي ومواقعها العديدة لولاها لمرض الإنسان، توقفت أنفاسه ومات في عقر داره في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد التي بسببها أغلقت الدنيا أبوابها أمام العالم فوجد الإنسان راحة نفسية ومتعة روحية في ظل شبكات التواصل الاجتماعي، يمشي ويسير مع العالم عبر هذه المواقع وهو وحيد محبوس حبسا إجباريا في بيته والعجيب أن كلاً منا بدأ يتهافت على مثل هذه المواقع، يتبادل الآراء والأفكار، يستفيد من المعلومات والخبرات، يشاهد الصور والفيديوهات مما هو نافع ومفسد وضار له ولنفسه، لبيئته ولمجتمعه، وأنا أرى شخصيا أن تأثير هذه الشبكات سلبي أكثر من كونه إيجابيا حيث أصبحت مرتعا لأصحاب النفوس الضعيفة ومخبأ لأشياء ضارة ومفسدة، ضارة للروح والجسد ومفسدة للفرد والمتجمع.

وهنا أذكر قصة ذكرها الأديب اللبناني الدكتورعمر فروخ (ت 1987م) في كتابه غبار السنين كان يكثر ذكرها الأستاذ عمر الداعوق (ت 1949م) ، أريد أن أذكرها أولا ثم أتقدم إلى الأمام:

“مر رجل صالح بمدرسة البلدة فرأى معلمها يضرب طفلا صغيرا ضربا موجعا  أشفق الرجل الصالح على الطفل الصغير وتقدم إلى المعلم يسأله عن الأمر، فقال المعلم: هذا “ولد”  كسلان شرير عنيد، أنا منذ شهر أعلمه أن يقرأ  أ ــ ب ــ ت ــ وهو لم يتعلمها بعد.

فقال الرجل الصالح لذلك الطفل : يا بني يبدو أنك ذكي، وهذا العلم سهل ، اسمع ما أسهل هذا : أ ــ ب ــ ت ــ ….. رفع الطفل الصغير وجهه إلى الرجل الصالح وقال له : أنا أعلم أن هذا أمر سهل : أ ــ ب ــ ت ــ … ولكن هناك ث ــ ج ــ ح ــ خ ــ …… ك ــ ل ــ م ــ ن ـ … ثم صرفٌ ونحو ، ثم بلاغة وأدب ثم رياضيات وطبيعيات ، ثم تاريخ و جغرافيا … لا أريد أن أتعلم …. لا أريد أن أتعلم.

وأظن أن أمير الشعراء أحمد شوقي قد عبر عن مثل هذه الحال تعبيرا واضحا حينما قال:

نظرة فابتسامة فسلام        فكلام فموعد فلقاء

فإذا كنت لا تريد أن تصل إلى اللقاء فيجب ألا تبدأ بالنظرة”

فالإنسان عبرهذه الشبكات ومواقعها يقوم أولا بتبادل الأفكار والمعلومات ثم يشاهد الصور والفيديوهات التي تجره إلى غيرها فتفسده و أخلاقه وروحه وجسده.

أخي القاريء

مما لا شك فيه أن هذه الشبكات مفيدة للغاية لنا وللإنسانية جمعاء، لا نستطيع أن نغض الطرف عنها في العصر الراهن لكنها في الوقت نفسه مليئة بالأشياء السلبية الضارة المشبوهة المفسدة فإن كنت أخي الكريم لا تريد أن تقع في أمور تخترم مروئتك فلا تعطيها من وقتك الثمين إلا الشئ القليل ولا تدور في طياتها هنا وهناك فإنها تجرك إلى المفسدات والمحرمات وأنا أجدها كالحمي والذي يرعى حول الحمى يقع فيه.

ها هو العالم يمرهذه الأيام بمرحلة عصيبة جدا، مرحلة يذوق فيها الإنسان عذاب غضب الله من خلقه الذي فسد وأفسد ظلم وقتل وشرد وارتكب من الجريمة ما لم يتصوره أحد من قبل.

 فتعال أخي الكريم تنذاكر ونذكرالله الذي خلق هذه الدنيا لكي يعيش فيها خلقه معززا مكرما مع ذكره، فبذكره نستطيع ان نطفئ غضبه وندفع عذابه من فيروس كورونا ونحصل رضاه وكرمه ورحمته. وفقنا الله وإياكم.

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×